هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فى سبيل حرية مصر
Mohammad Yousuf Abuzeid (((we are young Egypt))) 100%
استعمل خاصية البحث قبل الطلب _ ضع موضوعك بالقسم المناسب _ حافظ على جمال الموضوع _ لا للردود العشوائية _ احترام جميع الاعضاء _ وتزكر دائما _ احترام قانون المنتدى
موضوع: الذهاب إلى أول مشاركة جديدة مداخل الشيطان واسلحته الثلاثاء نوفمبر 01, 2011 5:20 pm
الحمد لله وحده.. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين.. إلـى يوم الدين أما بعد :
اعلم أن مثال القلب مثال الحصن ، والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن فيملكه ويستولي عليه ، و لا يقدر على حفظ الحصن من العدو إلا بحراسة أبواب الحصن ومداخله، ،
ولا يقدر على حراسة أبوابه من لا يدري أبوابه ،
ولا يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله ، فصارت معرفة مداخله واجبة ،
ومداخل الشيطان وأبوابه صفات العبد وهي كثيرة ، ولكننا نشير إلى الأبواب العظيمة الجارية مجرى الدروب التي لا تضيق عن كثرة جنود الشيطان .
فمن أبوابه العظيمة :
الغضب والشهوة :
فإن الغضب هو غول العقل ، وإذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان ، ومهما غضب الإنسان لعب الشيطان به كما يلعب الصبي بالكرة .
الحسد والحرص :
فمهما كان العبد حريصـًا أعماه حرصه وأصمَّهُ ،
ونور البصيرة هو الذي يعرف مداخل الشيطان ،
فإذا غطاه الحسد والحرص لم يبصر ، فحينئذ يجد الشيطان فرصة فيحسن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته ، وإن كان منكرًا فاحشـًا ،
وأما الحرص فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)).
(رواه الترمذي وقال حسن صحيح ، ورواه أحمد ، والنسائي وصححه الألباني) .
الشبع من الطعام :
وإن كان حلالاً صافيـًا فإن الشبع يقوي الشهوات ، والشهوات أسلحة الشيطان .
العجلة :
وترك التثبت في الأمور ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
((العجلة من الشيطان والتأني من الله تعالى))
.(رواه الترمذي بلفظ الأناة وقال حسن وحسنه الزرقاني والألباني).
البخل وخوف الفقر :
فإن ذلك هو الذي يمنع من الإنفاق والتصدق ويدعو إلى الادخار والكنز والعذاب الأليم .
التعصب للمذاهب :
والأهواء والحقد على الخصوم والنظر إليهم بعين الازدراء والاحتقار ،
وذلك مما يهلك العباد والفساق جميعـًا ،
فإن الطعن في الناس والاشتغال بذكر نقصهم صفة مجبولة في الطبع من الصفات السبعية .
سوء الظن بالمسلمين :
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)(الحجرات/12)
والمؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العيوب .
فما العلاج في دفع الشيطان ؟
وهل يكفي في ذلك ذكر الله تعالى ، وقول الإنسان لا حول ولا قوة إلا بالله ؟
فاعلم أن علاج القلب في ذلك سد هذه المداخل بتطهير القلب من هذه الصفات المذمومة ،
فإذا قطعت من القلب أصول هذه الصفات المذمومة ،
كان للشيطان بالقلب اجتيازات وخطرات ولم يكن له استقرار
ويمنعه من الاجتياز ذكر الله تعالى ؛
لأن حقيقة الذكر لا تتمكن من القلب إلا بعد عمارة القلب بالتقوى وتطهيره من الصفات المذمومة ،
وإلا فيكون الذكر حديثـًا للنفس لا سلطان له على القلب فلا يدفع سلطان الشيطان ،
ولذلك قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)
(الأعراف/201) ، خصص بذلك المتقي .
فالقلب الخالي عن قوت الشيطان ينزجر عنه بمجرد الذكر . فأما الشهوة فإذا غلبت على القلب دفعت حقيقة الذكر إلى حواشي القلب ، فلم يتمكن من سويدائه فيستقر الشيطان في سويداء القلب . قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
((في القلب لمتان لمة من الملك ، إيعاذ بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله سبحانه وليحمد الله ، ولمة من العدو إيعاذ بالشر وتكذيب بالحق ونهي عن الخير ، فمن وجد ذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم)) .(رواه الترمذي وحسنه ورواه النسائي) ،
فرحم الله عبدًا وقف عند همه فما كان من الله تعالى أمضاه ، وما كان من عدوه جاهده .
عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
((تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود القلوب على قلبين : قلب أسود مربادًا كالكوز مُجَخيا لا يعرف معروفـًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه ، وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض)).(رواه مسلم) .
فالقلب عندما يتعرض للفتن من الشهوات والشبهات ينقسم إلى قسمين : قلب إذا عرضت عليه الفتنة أشربها كما يشرب الإسفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء ، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس ، فإذا اسود وانتكس تعرض لآفتين خطيرتين : إحداهما اشتباه المعروف عليه بالمنكر ، فلا يعرف معروفـًا ولا ينكر منكرًا ، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرًا والمنكر معروفـًا، والسنة بدعة والبدعة سنة ، والحق باطلاً والباطل حقـًا .
والثانية : تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانقياده للهوى واتباعه له . وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه ،
فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه . والفتن التي تعرض على القلب
فتن الشهوات وفتن الشبهات ،
فالأولى توجب فساد القصد والإرادة ، والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد . وتنقسم أمراض القلوب بحسب ذلك إلى أمراض الشهوات وأمراض الشبهات ،
قال قتادة ومجاهد : أي شك . فأمراض القلوب تجمعها أمراض الشهوات وأمراض الشبهات ،
والقرآن الكريم شفاء للنوعين ،
ففيه من البينات والبراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل ،
فتزول أمراض الشبهة المفسدة للعلم والتصور والإدراك بحيث يرى الأشياء على ما هي عليه ،
فهو الشفاء على الحقيقة من أدواء الشبه والشكوك ،
ولكن ذلك موقوف على فهمه ومعرفة المراد منه،
فمن رزقه الله تعالى ذلك أبصر الحق والباطل عيانـًا بقلبه كما يرى الليل والنهار .
وأما شفاؤه لأمراض الشهوات فذلك بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب ، والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة ، والأمثال والقصص التي فيها أنواع العبر والاستبصار ، فيرغب القلب السليم إذا أبصر ذلك بما ينفعه في معاشه ومعاده ، ويرغب عما يضره ، فيصير القلب محبـًا للرشد مبغضـًا للغي ، فالقرآن الكريم مزيلٌ للأمراض الموجبة للإرادات الفاسدة فيصلح القلب فتصلح إرادته ، ويعود إلى فطرته التي فُطر عليها .